فريديريك نيتشه، لم يعش هذا العظيم وقتا طويلا مع فنّ السّينما، فقد غادر العالم في مثل هذا اليوم سنة 1900، ولم يكن ليعلم أيضا أنّه، بما ترك من كتابات، سيكون محور عشرات الأفلام، ليس فقط كمرجعيّة فلسفيّة أثّرت بشكلّ استثنائيّ في تاريخ الإنسانيّة، إنّما كشخصيّة أيضا مثّلت حياتها محلّ جدل كبير ومدعاة لمحاولة الفهم أحيانا وللتعاطف أحيانا أخرى.
من بين العديد من الأعمال السينمائيّة التي اتّخذت من حياة نيتشه أو من كتاباته محورا تدور حوله الأحداث، اخترنا لكم ثلاثة أفلام:
(2016) In Love with Lou
فيلم للمخرجة الألمانيّة Cordula Kablitz، تروي خلاله قصة لو أندرياس سالومي Lou Andreas Salomé، كاتبة فيلسوفة ومحلّلة نفسيّة، كانت محلّ إعجاب من قبل من مثقّفي عصرها كفرويد Freud وراينر ماريا رايلك Rainer Maria Rilke ونيتشه وغيرهم، ويصوّر قصص الحبّ التي عاشتها مع كلّ من هؤلاء.
لم يكن نيتشه من أحبّها خلال هذا الفيلم، لكنّه اعتبرها امرأة أحلامه، لنراه في صورة مختلفة تماما عمّا نعرفه عنه في الواقع، أو ما استنتجتاه من كتاباته، لم نر ذلك الحزين الغاضب والسّاخط دوما، رأينا نيتشه الطّفل، على أيّ حالة يمكن أن يصبح اذا أعجب بامرأة.
When Nietzsche Wept (2007)
هو قراءة سينمائيّة لرواية بنفس العنوان للأخصّائيّ النفسي الأمريكي إيرفين دافيد يالوم Irvin David Yalom. من اخراج البلغارية بينشاس بيري Pinchas Perry، يصوّر الفيلم لقاءا متخيّلا بين الأخصائيّ النفسيّ الشّهير جوزيف برور Josef Breur ونيتشه، حدث تتطوّر خلاله الأمور إلى أن يصبح لقاءا رمزيّا بين الفلسفة وعلم النّفس من خلال حوارات تناقش مواضيع وجوديّة عدّة وتكشف عن كيفيّة كتابة نيتش لهكذا تحدّث زرادشت.
My Friend Nietzsche (2012)
لم يحضر نيتشه هذه المرّة كشخصيّة في الفيلم، إنّما كمصدر تأثير في فيلم من اخراج البرازيلي فوستن دا سيلفيا Fauston Da Silvia، حيث يحوّل كتابه هكذا تكلّم زرادشت حياة طفل كان مهدّدا بالفشل في دراسته جرّاء عدم قدرته على القراءة بشكل جيّد.
لا بدّ أن نذكر في هذه الحالة وقع هذا العمل ليس فقط في حياة الأفراد ممّن اطّلعوا عليه، إنّما أيضا في تاريخ الفلسفة والانسانة جمعاء.