السينما التونسية تتوقّف عن الكلام ..وتحلّق مع "آخر واحد فينا"

السينما التونسية تتوقّف عن الكلام ..وتحلّق مع "آخر واحد فينا"

Partager

"آخر واحد فينا" أو حين نغرق في بدائية الشعور والموقف، هذا ما قد ينتاب المشاهد المتابع لهذا العمل الأول للمخرج الشاب علاء الدين سليم.

عمل يستنطق فينا لحظات الاختلاء بأنفسنا ، لحظات تجلس فيها اطيافنا لتتحدث الينا بكل مودّة او بكل حدّة وصرامة ..

علما وأن "آخر واحد فينا" كان قد توج بجائزة أحسن مصور سينمائي تونسي( أمين المسعدي)وفي مسابقة العمل الأول (جائزة الطاهر شريعة) بالتانيت الذهبي بايام قرطاج السينمائية الأخيرة.

فيما كان العرض الجماهيري الاول أمس بفضاء "مدار" وفي يوم حزين لا يشبه بقية ايام هذا الفضاء ، رجاء بن عمار لم تكن هناك ولكن كان الجميع يلتفت في حيرة في بحث يائس عن طيفها الذي قد يطلّ فجأة.

 

 

 

 

وقد اختار المخرج مشاهد صامتة، خالية من الكلام، تشوبها بعض الصرخات المدوية بين الحين والآخر لتقديم صورة سينمائية تونسية جديدة ومستحدثة، هي صورة لرجل اختار الغاب والطبيعة والبحث عن نفسه بعيدا عنا، فكان "واحد منا" وكان أيضا "آخر واحد فينا " كما أراد له المخرج- المؤلف حين أخفاه فجأة عن أنظار مشاهديه وهو يقف عاريا أمام شلال مياه يتدفق حياة.

نذكر أن هذا العمل كان قد تحصّل على جائزة أسد المستقبل كأفضل أول فيلم في اختتام الدورة 73 لمهرجان "موسترا" البندقية الإيطالي في سبتمبر الماضي.

واختار علاء الدين سليم الشاب جوهر السوداني كشخصية رئيسية في الفيلم ويروي قصته التي انطلقت من جنوب الصحراء الإفريقية، حين قرر عبور الضفة الجنوبية للمتوسط نحو الضفة الشمالية غير أنه يتعرض في الأثناء الى مواقف تثنيه عن استكمال رحلته الاستكشافية هذه ، فيقف تائها وسط الطريق.

 

 

Akher-Wahed-Fina-1.jpg

 

ويعتبر فيلم "آخر واحد فينا" الفيلم الروائي الطويل الأول في رصيد المخرج علاء الدين سليم الذي تضم مسيرته 4 أفلام قصيرة الى جانب مشاركته كمخرج مساعد في فيلم "بابيلون" الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان مرسيليا الدولي.