"حفريات في ذاكرة الموسيقى العسكرية من بداية القرن 17 إلى نهاية القرن 19" هو كتاب للدكتور أنيس المؤدّب، صدر سنة 2016 عن دار النشر والتوزيع "سوتيميديا"ومركز تونس للمنشورات الجامعية في العلوم الموسيقية ومخبر البحوث في الثقافة والتكنولوجيات الحديثة والتنمية.
يعكس الكتاب مبادرة جدية في البحث في تاريخ الموسيقى العسكرية التونسية خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، يقع في مائتين وخمس صفحات.
استعان أنيس المؤدب بكمّ من الوثائق الأرشيفية والمؤلفات التاريخية والأدبية في مقاربة متأرجحة بين العلوم التاريخية والموسيقية.
والمؤدب هو موسيقي متحصّل على الأستاذية في الموسيقى إلى جانب شهادة معمّقة في الآثار والتراث ودكتوراه في علوم التراث، ويشتغل حاليا مديرا عاما لمركز الموسيقى العربية المتوسطية النجمة الزهراء.
في لقائه مع "مسك" أفاد المؤدب أن ما حثّه على كتابة هذا المؤلّف هو حرصه كباحث في الموسيقى على تصحيح بعض ما اعتبره مغالطات تاريخية تنسب جهود تونسية محلية إلى جنسيات أخرى.
حسب مصادر تاريخية فإن الموسيقى العسكرية تعود إلى مايفوق ال400 سنة ، يذكر أنيس المؤدّب وثيقة كتبها ديبلوماسي فرنسي يدعى "دوبراف" سنة 1604 يصف فيها فرقة الجيش العسكري آنذاك.
يؤكد أنيس المؤدب على أن شكل فرقة الجيش العسكري هي شبيهة إلى حد المطابقة بمثيلتها التركية (نسبة إلى العهد العثماني) ، وهي متكوّنة من عناصر 4 ، هي "الزرنة" ويعادلها "الزّكرة" في الآلات التونسية والطبل الكبير والسنوج والنغرات.
دافع المؤدب عن الروح التونسية في الأعمال الموسيقية التي قدمتها فرقة الجيش العسكري ، إذ لم تكن -حسب تقديره- محاكاة كاملة للنموذج العثماني.
وأكد على أهمية هذه الموسيقى لأنها نحجت في الجمع بين مختلف مكونات المجتمع التونسي في زمن لم يتبلور فيه بعد الإحساس بالهوية التونسية . ذهب إلى أبعد من ذلك واعتبرها موسيقى مساهمة في بناء الشخصية التونسية.