بعد 50 سنة من العطاء للفن غادرتنا الخميس الفارط الفنانة القديرة والممثلة المتميزة خديجة بن عرفة عن سن ناهز ال66 سنة. أول اعمالها حمل عنوان "الضائعة " وكان مسرحية صورت للتلفزيون ولم يتجاوز سنها حينها ال16 سنة مع المخرج عبد الرزاق الحمامي والذي تعتبره خديجة مكتشفها والمراهن عليها في دور قدم مباشرة للتلفزة وفي مسرحية سجلت من خلالها هذه الفنانة نقطة البداية لمسيرة مليئة بالحياة والأشواق والفرح والحزن والانتصارات كما الانكسارات..
هي ممثلة عرفها الجمهور أساسا في ادوار اذاعية مختلفة ، كما أدت أدوارا راوحت فيها بين تلفزيون الابيض والاسود وتلفزيون الالوان ، وكان آخر ظهور لها في المسلسل التركي المدبلج "قلوب الرمان" وقالت خديجة بن عرفة عن هذه التجربة "كنت اعتقد أن الدبلجة لا تختلف عن التسجيل لأحد الأدوار الاذاعية ولكن الحال اختلف وتمكنت من خلال هذه المغامرة أن أثري تجربتي الفنية وأن أتقمص عبر الصوت شخصية غريبة عني ولكن عليّ أن اتبناها وأشتغل عليها وبلهجة محلية أيضا".
وقد بدأت بن عرفة مسيرتها المهنية منذ ستينات القرن الماضي في الإذاعة والمسرح وقالت في لقاءات اعلامية مختلفة انها لا تنكر فضل المسرح الشعبي عليها ، وهي تقدس العمل في رحاب الفن الرابع وتعتبره مدرسة حقيقية للفنان الذي يرغب في النهل من المعارف والمدارس الفنية
برزت في عملين بالأبيض والأسود وهما "امي تراكي" و"عمتي عيشة راجل".
وعملت مع أسماء معروفة على غرار عبد السلام البش وزهرة فايزة والحطاب الذيب وعز الدين بريكة ومحمد ممدوح ، وأدت مسلسلات اذاعية كثيرة مثل "الصمت الطويل" و"رقصة الثعبان "وغيرها من الاعمال التي تعددت وخدمت توجهها الجلي نحو التمثيل الاذاعي .
وقدمت خديجة بن عرفة أيضا مسيرة حافلة بالاعمال الدرامية التلفزية وشاركت في "حسابات وعقابات" و"الحصاد" و"حكم الايام" و"منامة عروسية" و"قمرة سيدي المحروس " و"عودة المنيار" و"هلولة وسلومة" و"نواصي وعتب "وغيرها من الاعمال.
هي أم لأربعة ابناء وهي جدّة أيضا وقد صرحت في أكثر من مناسبة أنها تولي حياتها الأسرية الأولوية وجل الاهتمام لانها تعتبر أبناءها اهم انجاز لها في هذه الحياة حتى وان كان عشقها للفن كبيرا.

