"لور داكاش"، بنور جمال روحها آمنت بالحياة

"لور داكاش"، بنور جمال روحها آمنت بالحياة

Partager

تحدّثك "لورداكاش"عن المقام والوزن وتناقش تفاصيل اللحن، هي فنانة بمقاييس شبه مفقودة، فقليلات من فنانات عصرها (هي من مواليد سنة 1917) من كنّ قادرات على التلحين والغناء معا.

 

هي فنانة من الزمن الجميل بيروتية المنشأ، غادرت إلى القاهرة في بداية الثلاثينات وآمنت بأن الفنّ قدرها.

 

صنعت مجدا وتركت ما يقارب المائة والعشرين أغنية  من تلحينها.

 

عاشت قسطا كبيرا من حياتها في مصر وتحصّلت على الجنسية المصرية سنة 1973 ولكنها وفي جلّ لقاءاتها كانت تتحدث اللهجة اللبنانية وتدافع عن موروث ثقافي لبناني تصفه بالهائل والثمين.

 

 

عام 1939 كانت انطلاقتها اللافتة للأنظار بأغنية "آمنت بالله" التي غيّرت حياتها وحققّت لها شهرة واسعة.

 

بدأت قصة هذه الأغنية حين جاءت  "لورداكاش" إلى شركة "بيضافون" للإسطوانات لتسجّل أغنية أخرى اتفقت عليها مع غصن ولكنّها فوجئت بتحوّل ملكية الأغنية إلى اسمهان فكان وقع الخبر عليها سيئا وطلبت تفسيرا فاضطرّ فريد غصن لتهدئتها واقترح عليها البديل.

 

سلّمها كلمات أغنية "آمنت بالله" التي طوّعتها إلى لحن ممزوج برغبة خفية في الثأر.

 

لحّنتها على مقام "الراست" ودندنت من كلماتها البسيطة لحنا طربيا يعاند الزمن بقوّة صوتها وصدق أدائها، ربما د هي أغنية الحظّ  ولكنها أغنية أبدية.

 

لحّنتها ونسبها فريد الغصن لنفسه لأسباب متعلّقة بحقوق التأليف ، لم يزعجها الأمر وقالت في أكثر من لقاء صحفي"نلت شهرة كبيرة وقبض فريد غصن مالا كثيرا عن هذه الأغنية التي لا يعلم عامة الناس أنها من تلحيني، مبروك عليه المال ومبروك عليّ المجد".

 

maxresdefault_10.jpg

 

 

تتحدّث عن مشوارها في الحياة فتقول"أخذت مني الحياة والدتي وابني الوحيد ولكنّها عوّضتني هذا الحرمان بعشق جنوني للفن والغناء، فالفنّ هو كل حياتي".

 

كانت "لورداكاش"عاشقة للكلمات ، تقف طويلا أمام دواوين الشعر ، كانت هوايتها الأهمّ بعد التلحين قراءة الشعر.

 

لحّنت أول قصيد بعنوان "طلوع الفجر" ولم تتجاوز سنّ العشر سنوات ، وترعرع فيها عشق القصيد فلحّنت لإيليا أبو ماضي وبشارة الخوري ومحمود حسن إسماعيل وصالح جودت وأحمد فتحي وآخرين.

 

تعاملت مع عدد من الملحّنين القلائل على غرار عزت الجاهلي وأحمد صدقي وحسين جنيد ومحمد الموجي ،وكانت جلّ أعمالها من تلحينها الخاص.

تدين بجلّ نجاحاتها لوالدها الذي أخذ بيدها منذ الصّغر لتتعلّم الغناء والتلحين، كان يكتب الشعر العامّي وكان يملك أذنا موسيقية ذوّاقة.

 

وجدت فيما بعد دعما آخر من الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي لقّبها ب"ملكة التواشيح"و"العبقريّة".

 

رشّحها عبد الوهاب لبطولة فيلم "الوردة البيضاء"ورفض والدها هذه الفرصة لأنه كان يعتبرها صغيرة في السنّ وعالم السينما يحتاج إلى محنّكين.

 

تركت للسينما فيلما وحيدا بعنوان "الموسيقار"(1946) للمخرج السيد زيادة.

ابتكرت "لورداكاش" وزنا موسيقيا جديدا حين غنّت قصيدا بعنوان "ليلة الأحد" (للشاعر صالح جودت) (17/8)، سجّل باسمها فيما بعد في حقوق التأليف والتلحين".

ومن هذا المنطلق أطلق عليها محمد عبد الوهاب لقب "العبقرية".

 

غادرت الحياة عن سنّ ناهزت ال88 سنة ، كان ذلك يوم 11 أكتوبر من سنة 2005.

عبقرية وبسيطة وسعيدة بحياتها رغم كل الوجع ، ألم تكن بنور جمال روحها آية من آيات حب الحياة ؟

إنها "لورداكاش".