Rien n’est plus subjectif que l’objectif
هي واحدة من أبرز المقولات التي يرددها البعض عن مدير التصوير الكبير يوسف بن يوسف، والذي وصلنا اليوم خبر وفاته بعد مسيرة أمضى فيه أهمّ الأعمال التلفزية والسينمائية التونسية والعربية والعالمية.
"معلّم الإضاءة وشاعر الصورة"، هكذا يقول عنه زملاؤه من تقنيّي السينما ومن مخرجين كانوا محظوظين بالتعامل معه ليكون سندا كبيرا وأحد أهم أسباب نجاح أعمالهم. ليوسف بن يوسف بصمة خاصة ومتفرّدة في صناعة السينما التونسية بوقوفه خلف نجاحات عدّة وعناوين لأفلام مطبوعة في الذاكرة السينمائية الجماعية، من بينها "ريح السد" وصفايح ذهب" للنوري بوزيد، و"صمت القصور" و"موسم الرجال" لمفيدة التلاتلي، و"غدوة، نارك" للراحل محمد بن إسماعيل.
ليوسف بن يوسف تجارب عالمية أيضا، لعلّ أهمّها تعامله مع عبد الرحمن سيساكو في فيلم "سابريا". أمّا الأعمال العربية، فقد أمضى بن يوسف العديد من الأفلام خاصة السورية منها، متعاملا في ذلك مع كبار المخرجين السوريين من بينهم محمد ملص في فيلميه "البشارة" و "الليل" والذي نعاه بهذا النص الصغير :
يغمرني الحزن وترتجف الدمعة في عيني ؛ وأنا أردد مع نفسي " وداعا يا يوسف بن يوسف ! " ؛ يا من رسمت ضوء الروح لـــ " ليلي " السينمائي " ولمقامات مسرتي الحلبية ... اللـذان لم أناديك مرة إلا باسمك الحقيقي : - يا معلم الضوء تعال وصور !.
بغيابك تفتقدك السينما وأفتقدك ؛ فلا يكون لي إلا أن أطلب لروحك الرحمة والسكينة ؛ ولنفسي وللسينمائيين في تونس ولأسرتك العزاء والصبر . فامضي إلى " صمت القصور" في الآخرة هنيئا وصامتا ؛ كما كنت دائما رضيا مرضيا؛ فأنا كنت أشتهي أن أحملك زجاجة من النبيذ يروي روحك الطيبة .