الفاضل ساسي: شاعر حتى الموت

الفاضل ساسي: شاعر حتى الموت

Partager

 

 

"حتى في 03  جانفي 1984، لم تكن الخبزة هي المشكلة، كانت القطرة إلي فيضت الكاس، كان فما برشا قمع. كان فما طالبة في "الإينيت"، هي الي مات على حجرها الفاضل ساسي في الكرهبة 404 باشي هزوه فيها للحبيب ثامر، قاللها ماتخافوش، نوصيكم على الحركة الطلابية (...) من بعد، مع الأستاذ جلول عزونة، بابا لمو الأشعار متاع الفاضل وعلى أساس إنهم بش يخرجوه، الكتاب هذا قعد يخوّف في النظام متاع بن علي،  هذا ما كمل تجميعو إلا في أوّل التسعينات، وتطبع عن طريق الإتحاد العام التونسي للشغل على أساس إنو يخرج إكراما للفاضل، وبابا هذيكا الحاجة الوحيدة إلي ولا عايش على خاطرها، كيف نشوفو حتى سعر الكتاب نلقاوه 3700 مليم، معناها بش نعرفو فانا فترة. وحتى بعد رفع الإيداع القانوني على الكتب، بقي الكتاب ممنوع من الإصدار، ما خرج كان بعد الثورة."

 

ليس هناك أبلغ من هذه المقدمة التي أتت على لسان الممثل التونسي جمال ساسي، للحديث عن أخيه الفاضل ساسي مناضلا قبل كل شيء وشاعرا في نهاية المطاف. تحدث جمال ساسي بفيض خلال تقديمه لشهادته لدى هيئة الحقيقة والكرامة عن يوم استشهد أخاه. يوم 03 جانفي 1984 الشهير، اين سقط الفاضل ساسي، أستاذ  اللغة والآداب العربية أمام نزل الهناء "الأنترناسيونال"، إثر تلقيه لرصاصة استهدفت قلبه مباشرة. 

تمضي اليوم ستة وثلاثون عاما على إغتيال الشاعر والمناضل، ولازالت عائلته تطالب بحقها في محاسبة كل المسؤولين على قتله وقتل كل الشهداء في أحداث ثورة الخبز وغيرها من الأحداث الكبرى التي مرت على هذا البلد والتي ضحى خلالها الكثيرون بدمائهم من أجلنا. 

في هذه الذكرى، نستحضر بعضا مما كتبه الشهيد والذي تم تجميعه في ديوان بعنوان "وقدري أن أرحل". 

 

"الفينيق الخالد"، كتبت بتاريخ 31 ديسمبر 1983 أي قبل 3 أيام فقط من إستشهاده يوم 3 جانفي 1984:

 

سنة تحتضر

عام ينتظر

وحبي لك مازال

بعد لم يزدهر

 

سنة تقبل

وعام يدبر

والغيم في بلادي بعد لم يمطر

سنة تقبل وعام يدبر

والجوع في بلادي

بعد لم يقهر

 

سنة تحتضر

عام ينتظر

وأنا على حبّك

مازلت مصرّ

 

أيّامي تمضي

وأحلامي تذوي

والظلم ما يزال

في بلادي مستقر

 

براعم الزهر تقصف

تحت الشمس

وسيف الجلاّد في البلاد

لم يعد مستتر

 

دعوني للموت يلفّني

فالسنة سنتي

والعام عامي

والشهر شهري

والتاسع رحيلي

 

في كلمته يلفّ ظلام

مشعّ كلّ قناديلي

 

فهل أموت أبدا وأنا

الفينيق الخالد

ليس فيكم مثلي

 

وفي قصيدة ثانية، نجد الفاضل ساسي فنّانا ومفكّرا غارق في هموم شعبه لكنه يشعر في نفس الوقت باغتراب ما:

 

أنا حزين… أنا ثائر… أنا غاضب

حتى أكون المنتصر حانق، ثائر،

ثائر، حانق، غاضب

حزين أيا شعبي متى ينقضي عهد الأنين؟

أيا شعبي متى يولّي الشعب الحزين؟

أيا شعبي متى تهبّ؟

وتفيق من غفلة الأموات

متى تصب جام غضبك؟

على من هدر دمك، سلب مالك، داس كرامتك

متى تسمع عدوّك الأصوات؟