إقالة شيراز العتيري: قطاع السينما يتوحّد ضد الإعتباطية

إقالة شيراز العتيري: قطاع السينما يتوحّد ضد الإعتباطية

Partager

 

لم تتوقف رسائل المساندة وتدوينات الإستنكار على مواقع التواصل الإجتماعي إثر انتشار خبر إقالة مديرة المركز الوطني للسينما والصورة شيراز العتيري بالأمس 11 نوفمبر 2019. قرار اعتبره مهنيو السينما إعتباطيا وتعسفيّا، فهو لا يخضع لأية مقاييس موضوعية خاصة وأنّه لم يأت إثر تقييم لمردود شيراز العتيري خلال سنتين على رأس هذه المؤسسة ولا إثر تشاور معها كمعنيّ أساسيّ بهذا القرار.

من الممكن تلخيص ردود فعل الفنانين  والمهنيين في محورين إثنين، أوّلهما يخص الإنجازات التي قدّمتها شيراز العتيري في منصبها خلال السنتين الفارطتين ممّا يجعل من إقالتها محل صدمة واستغراب الجميع، وعمّم البعض الآخر النقاش حول تفاقم القرارات التعسفية والمجانية من قبل محمد زين العابدين وزير الثقافة الحالي، واسترجعوا من خلال شيراز العتيري مجموعة من الأسماء الأخرى التي تمت معاملتها بنفس الإعتباطية أمثال هالة وردي، آمال موسى، معز مرابط، يوسف الأشخم، يوسف بن براهيم، محمد بوسلامة، سامي بن عمار، أحمد حشانة، منيرة منيف ، حافظ مقني وفتحي بحري وغيرهم ممن تقلدوا مناصب هامة في  الشأن الثقافي حاولوا من خلالها إحداث تغييرات إيجابية في الواقع الثقافي في تونس.

كشكل من أشكال الإحتجاج، تم تحرير عريضة إلكترونية تم إلى حد الآن توقيعها من قبل ما يقارب الألف شخص من بين مهنيين وفنانين وفاعلين في الحقل الثقافي والسينمائي في تونس.  تضمن نص العريضة تعديدا لمختلف المشاريع التي قادتها العتيري خلال فترة ممارستها لوضيفتها كمديرة للمركز الوطني للسينما والصورة، لعل أهمها المساهمة الكبرى في إشعاع السينما التونسية في أكبر المهرجانات في العالم،  إيمانها بالمخرجين وبالمنتجين الشبان ووقوفها الدائم في صف المشاريع الخلاقة، بالإضافة إلى قيادتها لمجموعة من المشاريع التي من شأنها أن تمضي قدما بقطاع السينما في تونس، كتعزيز الشراكات بين دول الجنوب وإيلاء أهمية لتكنولوجيات الجديدة في السينما.

كما لم تتوقف ردود اللأفعال على المستوى المحلي فقط، فقد تم تداول شهادات لنقاد وسينمائيين أشادوا بحرفية شيراز العتيري في مختلف التعاونات التي جمعتهم بها مستنكرين لفعل إقالتها بهذا الفجئية.

 

يوجد إجماع أنّ قرار الوزير الأخير هو خطوة إلى الوراء في عملية البناء التي بدأت في الظهور على ملامح المشهد السينمائي التونسي منذ سنوات قليلة، أكثر من ذلك، وهو القطرة التي أفاضت الكأس بعد سلسلة من القرارات اللامنطقية في المجال الثقافي وخاصة في مجال السينما لعلها بدأت في 2016 إثر قرار لإعادة أيام قرطاج السينمائية إلى وتيرتها القديمة مرة كل سنتين، قرار تراجع عنه الوزير إثر ضغط مكونات المشهد السينمائي في تونس.