مشروع سنتو: من أجل سينما إفريقية مستقلة

مشروع سنتو: من أجل سينما إفريقية مستقلة

Partager

 

بين 07 و21 أكتوبر 2019، تم تنظيم الإقامة الفنية الثانية لتطوير السيناريو في المركز الثقافي الدولي بالحممامات دار سيباستيان ، ضمن مشروع سنتو الذي يديره المركز الوطني للسينما والصورة التونسي بالشراكة مع نظرائه في كل من المغرب، السينغال، مالي، النيجر، وبوركينا فاصو. تأتي هذه الإقامة إثر اجتماع أول في السينيغال، التقى فيه المشاركون لأول مرة بالمستشارين والمكونين خلال المرحلة الأولى من البرنامج الذي ينقسم على ثلاث مراحل كبرى.

سنتو: تعاون جنوبي-جنوبي من أجل السينما الإفريقية، هو عنوان المبادرة الجديدة للمركز الوطني للسينما والصورة ممثلا في مديرته شيراز العتيري، وهو مراهنة صريحة على الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها دول إفريقيا على المستويين الفني والاقتصادي، والتي لا يقع استغلالها في أغلب الأحيان إلا من أجل التمويلات المحلية التي تعتبر نادرة بدورها ومحدودة إن وجدت. يتمثل مشروع سنتو في انتقاء مجموعة من الأفلام الوثائقية أو الروائية التي مازالت في طور الكتابة ، وتنظيم ثلاثة إقامات، تتمحور الأولى والثانية حول تطوير المشاريع من حيث الكتابة، وتمكن الإقامة الثالثة أصحاب المشاريع من التمتع، صحبة منتجيهم، بورشات متعلقة بالإنتاج بالإضافة إلى تنظيم لقاءات مع مهنيين ومنتجين معروفين لخلق إمكانيات تعاون مستقبلية.

لا بدّ أنّ هذا التوجه الذي يتخذه المركز الوطني للسينما والصورة اليوم وتشاركه في إنجازه مجموعة من الهياكل الإفريقية الأخرى، ليس فقط قائما على الرغبة في تطوير العلاقات الجنوبية-جنوبية بما في ذلك من رهان على إمكانيات المنطقة، لكنه أيضا وعي بضرورة الاتجاه نحو هذا الشكل من التعاون لإنقاذ الخصوصية السينمائية لإفريقيا واستعادتها، وتمكين السينمائيين من حرية التعبير عن مقاصدهم دون أن يكونوا محكومين بأشكال معينة معدة مسبقا.  

طالما بقيت علاقات الإنتاج السينمائي في النصف الجنوبي من العالم، خاصة منه العربي والإفريقي، محكومة بمباركة الشمال ودعمه خاصة على مستوى التمويل. عرفت هذه العلاقة أشكالا عدة خلال عقود طويلة من إنتاج سينما المؤلف في إفريقيا والعالم العربي ، والتي عرفت طفرة في السنوات الأخيرة جعلت من الأمور أكثر تعقيدا. تنخرط علاقة الدول العربية والإفريقية بدول أوروبا الغربية على وجه التحديد في مجال الإنتاج السينمائي في سياق سياسي بالأساس، خاصة إثر أحداث العشرية الأخيرة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، حيث خلقت التقلبات السياسية بما فيها الربيع العربي انتظارات متعددة لدى الجمهور الأوروبي وبالتالي لدى الممولين والداعمين بمختلف أصنافهم وأشكالهم الهيكلية. لهذه الإنتظارات، بغض النظر عن مدى مشروعيتها من عدمه، تأثير مزدوج على الإنتاج السينمائي في المناطق المذكورة، حيث انقسم المشهد إلى صور سينمائية مدجنة ونمطية تعالج نفس المواضيع بنفس الطريقة فاقدة لكل هوية استيتيقية تتحصل على تمويلات هامة وتوزع في جميع أنحاء العالم، وأعمال أخرى تحاول التفرد بمواضيعها وقصصها خالقة توجها ورؤية خاصة للسينما كشكل فني وكصناعة، لكنها تجد صعوبات عديدة في انجازها نظرا لعدم استجاباتها لمختلف الإنتظارات الغربية القائمة على الحاجة الأساسية للاطمئنان على حالة التفوق والأفضلية.

ستة مشاريع تم اختيارها وستحظى بتمويلات ذات قيمة مالية متفاوتة لا تقل في كل الحالات عن الخمسة آلاف أورو. كما سيزامن اللقاء القادم مع المنتجين والمسوقين خلال مهرجان مراكش بالمغرب.