ثلاث تونسيات فزن بمنحة آفاق للسينما 2018

ثلاث تونسيات فزن بمنحة آفاق للسينما 2018

Partager

 

تم يوم 11 ديسمبر 2018، الإعلان عن مشاريع الأفلام الفائزة بمنحة آفاق في دورتها الأخيرة. تم اختيار ثلاثين عمل من مجمل 292 من بينهم ثلاث أفلام تونسية، لكل من نادية رايس، أنيسة داود و إيناس عرصي.

جمعت لجنة الاختيار ثلاثة أعضاء من بلدان مختلفة، وهم الكاتبة المصرية آدانيا شبلي، المخرج المغربي أحمد المعنوني والباحث في تاريخ الفلسفة والجماليات، التونسي عدنان الجدي. قام الثلاثة بقراءة الأعمال المرشحة كل على حدة لمدة شهر، ثم التقوا ببيروت لمدة يومين، للتباحث في هذه الخيارات وإصدار القائمة النهائية للأعمال الفائزة. أعمال متنوعة جدا ومختلفة، قاموا بتضمين آرائهم بها في نص مرافق للقائمة:

"إن التباين في مجمل الطلبات الواردة، إن كان على مستوى تعدد البلدان التي جاء منها" المتقدمون/ات، أو المواضيع المتناولة، لم تكن مثيرة للإعجاب فقط، إنما للتفاؤل أيضاً. كان العديد من المشاريع المطروحة شجاعة وغير مهادنة في طرحها لمحرمات على الصعيد المجتمعي والسياسي وغيرها، كما لوحظ توجه واضح نحو التجريب، واعتماده كنهج سينمائي مما يؤكد على تجاوز القوالب السينمائية الجاهزة ومحاولة استحداث أسس ومعادلات بصرية وسردية مغايرة.

كذلك ضمّت الطلبات الواردة مساهمات من مخرجين ومخرجات جدد في حقل السينما ما يؤكد على الاهتمام النابض والمستمر بهذا المجال الفني على مستوى البلدان العربية على اختلافها وتعددها، وبالتالي فاق عدد المنح المقدّمة هذا العام العدد المعتاد الذي تم منحه خلال السنوات السابقة، بحيث وصل عددها هذه المرة إلى ثلاثين منحة.

في الوقت عينه، تشابه العديد من المشاريع المتقدمة في مواضيع طغى عليها سؤال الذاكرة، وتجربة الحرب والعنف. ومع أن هذه مواضيع ماسة الحاجة، تلاحق بشكل يومي الكثير من مواطني البلدان العربية، إلا أن طرحها ومعالجتها بطريقة مستحدثة وأصيلة، أو من زاوية جديدة لم يتم اعتمادها وتجريبها من قبل، كانت قليلة.

أخيراً كان الالتفات إلى الجانب البصري ومحاولات اعتماده كعنصر مركزي في الأفلام، محتشماً، على أمل أن يكون للاهتمام به حضور أكبر في المستقبل."

 

ثلاثة مخرجات تونسيات، تحمل كلّ منهن مسيرة مختلفة عن الأخرى، من بينهنّ أنيسة داود، ممثلة ومنتجة سينمائية بالأساس، انتقلت مؤخرا إلى تجربة الإخراج وهي تعمل الآن على فيلمها الروائي الطويل الأول. فيلم بعنوان "البانو"، يروي قصة عماد، أب شاب يجد نفسه وحيداً لبضعة أيام برفقة ابنه البالغ من العمر خمس سنوات بسبب رحلة عمل تقوم بها زوجته. هذه الحالة ستجعله يواجه أعمق مخاوفه. سيكون لطفي عاشور منتج هذا الفيلم.

ثم نجد نادية رايس، مخرجة عرفت بالأساس بالأفلام التحريكية، تجربة ليست بالمكثفة في تونس، فهي من بين المخرجين القلائل الذين اختصوا في هذا النوع من السينما، كما قد برزت فيه خاصة بفيلم "سبعة أرواح". هي الآن بصدد تطوير فيلمها التحريكي الطويل الأول والذي يحمل عنوان "الرسالة"، يدور هذا العمل حول "نيما"، وهو فنان شاب مُعجب بالشاعر السوري أبو العلاء المعرّي. رداً على قطع الأصوليين لرأس تمثال الشاعر، يلتقي "نيما" بشبح الشاعر ليقرّر تحويل "رسالة الغفران" إلى فيلم رسوم متحركة بعنوان "عودة الرسالة". للأسف، يواجه عمل "نيما" نفس الرّقابة التي مورِسَت على أعمال الشاعر. فيلم من إنتاج عماد مرزوق.

نجد أخيرا المخرجة إيناس عرصي التي عرفت بفيلمها الروائي القصير "إيه أما لا"، وبتلقيها لتكوين المدرسة الصيفية فيميس بفرنسا. يحمل مشروع فيلمها الروائي الطويل الأول، عنوان "بنية مالبنات" أين تتعرّض "دنيا" (19 عاماً) للاغتصاب من قبل جارها، فتجبرها عائلتها أن تتزوّج مغتصبها من أجل دفن الفضيحة. لكن حياتها سوف تتغيّر عندما تدرك أنها حامل. لدى "دنيا" هدف واحد الآن، وهو  الإجهاض قبل فوات الأوان. تواجه الفتاة في معركتها مجتمعاً أبوياً ونظاماً يتّسم بالنّفاق والزَّيف.
 

ثلاث مخرجات تونسيات، تحمل كلّ منهنّ مسيرة مختلفة ونظرة مغايرة للسينما، نأمل أن نرى أعمالهنّ على الشاشات الكبرى قريبا في 2019.