ملتقى منزل تميم للسينما: دورة أولى متكاملة ونوعية

ملتقى منزل تميم للسينما: دورة أولى متكاملة ونوعية

Partager

 

ليس هناك حدود للإبداع، لكن الأهم من ذلك، هو الإيمان بمرافقة هذا الإبداع حتى يصل إلى الشعوب ويقدّم نفعه. يتمركز ملتقى منزل تميم للسينما ضمن هذه الخارطة الموسعة من المشاريع الثقافية التي تهتم بالسينما كفن وكممارسة وجب ترسيخها في ذهنية المتقبل.

 

في دورته الأولى التي ستنتظم بين 25 و 30 أوت 2018، تتحدى هيئة المهرجان العديد من الأوضاع الخانقة والمعرقلة، من بينها محدودية التمويل الكبرى الموجهة للمشاريع الثقافية، ندرة الفضاءات التي تسمح بعروض سينمائية في ظروف تقنية طيبة، كل هذا بالإضافة الي المجهود المضاعف الذي وجب بذله لاستدراج جمهور تخلت عنه السينما منذ عقود في منطقته.

 

رغم كلّ هذا وغيره، نحن نشهد اليوم انطلاق فعاليات مهرجان بإمكانيات محدودة وبآفاق لا منتهية. نحن أمام مشروع ثقافي مبني على أسس سليمة.

 

برمجمة متنوّعة، قائمة في البداية على الأفلام التي تأتينا من دول عربية بالأساس، تونس، مصر، سوريا والجزائر. تنقسم بين أفلام قصيرة ممّا بقي ببالنا من انتاجات السنوات الأخيرة في تونس، وأفلام طويلة هي من بين الأكثر تتويجا في العالم. برمجة ناجحة، جمعت بين الأدنى الجمالي في شكلها والتقارب مع ميولات الجمهور واهتماماتهم في محتواها، لتحقّق بذلك هدف تقديم الثقافة السينمائيّة للمتفرّجين دون تعجيزهم عن استساغة ما هم بصدد رؤيته.

 

إذا كان الهدف من هذا الملتقى هو تقديم جمهور منزل تميم إلى الثقافة السينمائيّة، فإنّه لن يكتمل دون أن تكون هناك ورشات موجّهة للشباب، حتى يتعرّفوا عن قرب على هذا الفن كممارسة وليس فقط كمادة للاستهلاك، لهذا، نجد ثلاث ورشات موجّهة إلى شباب المنطقة، الأولى في الإخراج مع المخرج التونسي يوسف صنهاجي والثانية في التركيب مع شيماء شرفان والثالثة في تقنيات الإضاءة مع إحسان دبّيش. كل هذا بالإضافة إلى ورشة في المؤثرات الخاصة في السينما مع سليم الأرناؤوط.

 

يكتمل معنى هذه النوعية من المشاريع الثقافية من خلال مشاركة أبناء المنطقة في إنجاحها وتأثيثها، أمر يثبته حضور بدر الدريدي من خلال حفل موسيقيّ في اختتام الملتقى.

 

ملتقى منزل تميم للسينما، تقوده روح شابة جدّا على جميع المستويات، في دورة أولى، تعد بجيل سينمائيّ متميّز.