نوافذ على سينما تونس: الأهداف والرهانات

نوافذ على سينما تونس: الأهداف والرهانات

Partager

نوافذ على سينما تونس، هي فكرة تدور ببال غازي الغرايري سفير الوفد التونسي القار لدى اليونسكو بباريس، منذ سنة ونصف. تحقّق هذا الحلم اليوم، بدعم من المركز الوطني للسينما والصورة وبشراكة مع مجموعة من المؤسسات التونسية والفرنسية، من بينها مؤسسة دار تونس، المركز الوطني الفرنسي للسينما والمنظمة الدولية للفرانكوفونية. كلّ هذه الأطراف، هم ليسوا فقط شركاء في هذه التضاهرة، إنّما في دعم السينما التونسية منذ عقود. تتموقع أيضا هذه التضاهرة، ضمن استراتيجيا عمل، يتبناها المركز الوطني للسينما والصورة منذ سنتين، تتمثل بالأساس في المساهمة في نشر الأعمال السينمائية التونسية في الخارج، من خلال دعم عملية التوزيع أو إبرام اتفاقيات شراكة مع أطراف من شأنها أن تساهم في ذلك أو من خلال المشاركة في مهرجانات مخصصة للسينما التونسية.

 

بالإضافة إلى الأهداف التي تحملها تظاهرة نوافذ على سينما التونسي، من تقديم بالإنتاج السينمائي التونسي إلى جمهور عالمي، هي تطرح أيضا مجموعة من الرهانات، لعلّ أهمّها تغيير صورة السينما التونسية لدى البعض من الجمهور العالمي وكسر حاجز الانتظارات الدائمة من هذه الأعمال، هي رسالة مضمونة الوصول، تتلخص في تقديم أفلام لا تشبه سوى التونسيين ولا تعكس سوى واقعهم الخاص بهم.

 

"نحن في حاجة إلى نشر أفلام على أوسع نطاق ممكن، هي مبادرة طيبة، لكن يجب أن تدوم في الزمن، من الممكن أن تكتسب هذه التظاهرة أكثر أهمية إذا تم نشرها في مناطق أخرى من فرنسا وإذا لم تتوقف المسألة عند باريس فقط… في هذه التظاهرة نجد سينمائيين من أجيال مختلفة وبمقاربات متعددة للسينما، لتقديم سينما متعددة الأوجه، ستبتعد بنا عن الصورة النمطية للسينما التونسية التي لم نعد في حاجة إليها". هكذا تحدث نضال شطا مخرج فيلم مصطفى زاد، معتبرا أنّنا على الطريق الحسنة نحو الإشعاع كهوية سينمائية متفردة ومغايرة لكل ما يمكن أن يتخيله الجميع في الخارج. كلام يدعمه الياس بكار مخرج فيلم "تونس في الليل"، بأنّ "كلّ تظاهرة من شأنها أن تدعم السينما التونسية في الخارج هي بالضرورة مبادرة طيبة، فقد أثبت المخرجون والمنتجون التونسيون على قدرتهم الكبيرة في تقديم أعمال سينمائية قيّمة، لكن المشكلة تتمثل دوما في عدم القدرة على اكتساح السوق التونسية والتوزيع خارج تونس، كلّ هذا يحقق أهمية هذه التظاهرة، خاصة وأنها ستكون موعدا سنويا من شأنه أن يتحول إلى عادة تعرف بالإنتاج السينمائي التونسي في كل سنة". يختم رضا الباهي المشارك بفيلم زهرة حلب "كل تظاهرة من شأنها عرض السينما التونسية في الخارج، لا يمكن سوى أن أدعمها بكل ما أوتيت من قوة".

لا يمكن إنكار أن "نوافذ على سينما تونس" هي رغبة جميع الأطراف من مكونات المشهد السينمائي التونسي، هي بادرة تحققت بفضل مجهودات الجميع ووجب أن تتواصل حتى تعوض فقر التوزيع العالمي للأفلام التونسية.

 

Photo de couverture : CNCI